كتب عبد الباري عطوان في جريدة رأي اليوم : جـ.ـنوب لبـ.ـنان “يتمـ.ـلمل” بشَكلٍ مُتسـ.ـارع، والفـ.ـصائل الفلسـ.ـطينيّة فيه بدأت تتـ.ـضامن “صـ.ـاروخيًّا” مع شـ.ـقيقاتها في قِـ.ـطاع غـ.ـزّة والضـ.ـفّة الغـ.ـربيّة، والمناطق المُحتـ.ـلّة عـ.ـام 1948، وهذا هو التّفـ.ـسير الوحيد، والأد.ق، من وجهة نظـ.ـرنا، لإطـ.ـلاق أربـ.ـعة صـ.ـواريخ من مدينة صـ.ـور عصـ.ـر يـ.ـوم (الأربـ.ـعاء) باتّجاه حيـ.ـفا وعـ.ـكا في شِـ.ـمال فِلـ.ـسطين، وللمـ.ـرّة الثّالثة في غُضـ.ـون أقل من أسـ.ـبوع.
القـ.ـبب الحـ.ـديديّة اعتـ.ـرضت صـ.ـاروخًا فقط، واثنين سـ.ـقطا في البـ.ـحر، أمّا الثّالث فسـ.ـقط في منطقة غير مأهـ.ـولة، وجاء الرّ.د المدفـ.ـعي الإسـ.ـرائيلي سـ.ـريعًا، ولكن شـ.ـكليًّا، ودُون إحـ.ـداث أيّ خسـ.ـائر بشـ.ـريّة أو مـ.ـاديّة.
تنظـ.ـيم فِلسـ.ـطيني واحد يملك هذا النّـ.ـوع من الصّـ.ـواريخ (غـ.ـراد)، وتُوجد له قـ.ـواعد عسكـ.ـريّة في لبنان، هو الجـ.ـبهة الشـ.ـعبيّة لتحـ.ـرير فِلـ.ـسطين (القـ.ـيادة العـ.ـامّة) المُقـ.ـرّب من سـ.ـورية وإيـ.ـر.ان و”حـ.ـز.ب الـ.ـله”، ولا تَستبعِد مـــ.ـصادر فِلسـ.ـطينيّة عليـ.ـمة في بيروت تواصـ.ـلنا معها هـ.ـاتفيًّا وقوف هذه الجـ.ـبهة خلـ.ـف هذا الهُجـ.ـوم الصّـ.ـاروخي، رُغـ.ـم أنّه لم يُعـ.ـلِن تحـ.ـمّله المـ.ـسؤوليّة.
لا خِـ.ـلاف على التّوقيت، فتزامـ.ـن هذا الهُجـ.ـوم مع “الثّـ.ـورة المـ.ـسلّحة” التي تجـ.ـتاح حاليًّا كُل الأرا.ضي الفِلسـ.ـطينيّة المحـ.ـتلّة، يُؤكّد أنّ هُناك جِـ.ـهات تُريـ.ـد فتـ.ـح جـ.ـبهة الجـ.ـنوب اللّبـ.ـناني، بطَـ.ـريقةٍ أو بأُخـ.ـرى، وإحكـ.ـام الحِـ.ـصار على دو.لة الاحتِـ.ـلال الإسـ.ـرائيلي من كُلّ الجِـ.ـهات، وربّما تنتظر المُبَـ.ـرِّر.
لا شـ.ـيء عفـ.ـويّ، أو غير مدرو.س في جـ.ـنوب لبنان، ولا نعتـ.ـقد أنّ “حـ.ـز.ب الـ.ـله” فُوجِـ.ـئ بهذه الخـ.ـطوة، ومن الطّبيـ.ـعي أن ينأى بنـ.ـفسه عنها، لأسـ.ـبابٍ وتـ.ـوازناتٍ وحِـ.ـساسيّاتٍ لبنـ.ـانيّة داخـ.ـليّة، ولكنّ السّـ.ـؤال هو عمّا إذا كان قـ.ـد أوعـ.ـز بها؟ وإذا كان الحال كذلك، فإنّ السّـ.ـؤال الذي يطـ.ـرح نفسه يظَـ.ـلّ حول الاستـ.ـراتيجيّة، أو الخـ.ـطّة، التي يتبـ.ـنّاها الحـ.ـز.ب وقِيـ.ـادته في مُسـ.ـتقبل الأيّام فيما يتعـ.ـلّق بالمُواجـ.ـهات الإسـ.ـرائيليّة الفِلـ.ـسطينيّة المُستَـ.ـعِرَة حاليًّا، خاصّةً بعد الانتِقـ.ـادات العـ.ـديدة التي تعـ.ـرّض لها من المُعـ.ـسكَر الآخَر بعد.م دُخـ.ـول صـ.ـواريخه الميـ.ـدان.
من الواضـ.ـح أنّ كُلّ صـ.ـاروخ من هذه الصّـ.ـواريخ الأربـ.ـعة يحمل رسـ.ـالة لإسـ.ـرائيل وجـ.ـهات إقليـ.ـميّة داخِـ.ـل لبنـ.ـان وخـ.ـارجه
الرّسـ.ـالة الأولـ.ـى: أنّ جـ.ـبهة جنوب لبـ.تنان يُمكن فـ.ـتحها في أيّ لحـ.ـظة، خاصّةً إذا تجـ.ـرّأ العـ.ـدوّ الإسـ.ـرائيليّ على تنفيذ تهـ.ـديداته، اقتِـ.ـحام قِـ.ـطاع غـ.ـزّة، وارتِكـ.ـاب مجـ.ــازر في حـ.ـقّ الشّعـ.ـب الفِلـ.ـسطيني.
الرّسـ.ـالة الثّـ.ـانية: هـ.ـدف هذه الصّـ.ـواريخ الأربـ.ـعة، وما سبقها، ليس إيقـ.ـاع خسـ.ـائر مـ.ـاديّة أو بشـ.ـريّة في صُـ.ـفوف الإسـ.ـرائيليين، وإنّما تصعـ.ـيد حالة الرّعـ.ـب والقـ.ـلق التي يعيشـ.ـونها، حُكـ.ـومةً كـ.ـانوا أو مُسـ.ـتوطنين، وإطـ.ـلاق صافِـ.ـرات الإنـ.ـذار، وفتـ.ـح المـ.ـلاجـ.ـئ في الشّـ.ـمال الذي اعتقـ.ـد البعض أنّه سيكـ.ـون هـ.ـادئًا، آمِـ.ـنًا، وبمَنـ.ـأى عن الأخطـ.ـار.
الرّسـ.ـالة الثّـ.ـالثة: مُوجّـ.ـهة من “حـ.ـز.ب الـ.ـله” تقول مُفـ.رداتها إنّ الحز.ب ليس مسـ.ـؤولًا عن حـ.ـراسة الحُـ.ـدود الشـ.ـماليّة لفِـ.ـلسطين المحـ.ـتلّة، والمُسـ.ـتوطنات في الجليـ.ـل، هو مسـ.ـؤولٌ عن قـ.ـواعده وعنـ.ـاصره فقط
الرّسـ.ـالة الرابـ.ـعة: اللّاجـ.ـئون الفِلسـ.ـطينيّون في لبـ.ـنان ومُخيّـ.ـمـ.ـاتهم، وحالة البُـ.ـؤس والاضّطـ.ـهاد التي يُعـ.ـانون منها قنـ.ـبلة موقـ.ـوتة يُمكن تفعيلها في أيّ لحـ.ـظة، ويُمكن أن يظـ.ـلّوا على الحِيـ.ـاد فيما يتعـ.ـلّق بالشّؤون اللبـ.ـنانيّة الداخـ.ـليّة وتوازنـ.ـاتها، ولكنّهم لا يُمـ.ـكن أن يظـ.ـلّوا كذلك عندما تشـ.ـتعل الجبَـ.ـهات وتتوحّـ.ـد ضـ.ـدّ الاحتِـ.ـلال الإسـ.ـرائيلي.
محـ.ـور المُـ.ـقـ.ـا.و.مـ.ـة ليس “معـ.ـزولًا” عن العُـ.ـدوان الإسـ.ـرائيلي على قِـ.ـطاع غـ.ـزّة، وإن كان لم يتدخّـ.ـل حتّى الآن، ولكن تصريـ.ـحات اللـ.ـواء حـ.ـسين سـ.ـلامي قائـ.ـد الحـ.ـرس الثـ.ـوري الإيـ.ـراني التي ألقـ.ـاها وبثّها التّلـ.ـفزيون الرّسـ.ـمي اليوم وأعـ.ـلن فيها “أنّ إيـ.ـران تدعـ.ـم حـ.ـر.ب الفِـ.ـلسطينيين ضـ.ـدّ إسـ.ـرائيل، وظُهورهم كـ.ـأ.مّة مُجهّـ.ـزة بالصّـ.ـواريخ”، وهذا أوّل تـ.ـأييد من نوعه، ولم يَصـ.ـدُر عن أيّ دو.لة عـ.ـربيّة أُخرى، يُؤكّد ما قُلنـ.ـاه آنـ.ـفًا، أيّ وجود تنـ.ـسيق مُباشر ودقيـ.ـق بين قِـ.ـيادة هذا المحـ.ـور ونظيـ.ـرتها في أنفـ.ـاق قِـ.ـطاع غـ.ـزّة.
الاسـ.ـرائيليّون باتوا غير قـ.ـادرين على وقـ.ـف هذه الحـ.ـر.ب أو الاستِمـ.ـرار فيها، والأُمـ.ـور تَفلِت من بين أيـ.ـديهم، بشَكلٍ مُتسـ.ـارع، واحتِـ.ـمال جـ.ـرّ.هم إلى مِـ.ـصـ.ـيَدة جـ.ـنوب لبـ.ـنان الأكثر خُطـ.ـورةً غير مُستَـ.ـبعد على الإطـ.ـلاق، في إطـ.ـار استـ.ـراتيجيّة مُواجـ.ـهة مُتدَحـ.ـرجة.
إفيغـ.ـدور ليبرمـ.ـان كان الأكـ.ـثر دقّـ.ـةً عندما سـ.ـأل خـ.ـصمه اللّـ.ـدود بنـ.ـيامين نِتـ.ـنياهو، “إذا كان هذا هو حـ.ـالنا في مُواجـ.ـهة “حـ.ـركة حـ.ـمـ.ـاس” فكيف سـ.ـنستطيع خـ.ـوض حـ.ـر.ب ضـ.ـدّ إيـ.ـر.ان و”حـ.ـز.ب الـ.ـل
خِـ.ـتامًا نقول إنّ هُـ.ـناك قـ.ـرارًا مُقـ.ـدَّسًا عُنوانه الأبـ.ـرز “ممنوع أن تنـ.ـتهي المعـ.ـركة المُستـ.ـعرة في قِـ.ـطاع غـ.ـزّة إلا بانتِصـ.ـار المُ.قـ.ـا.و.مـ.ـة، وإنّنا نتوقّـ.ـع تغيـ.ـيرات ومُفـ.ـاجآت عديدة قـ.ـاد.مـ.ـة، فصاحب القـ.ـرار المُجـ.ـاهـ.ـد محمـ.ـد الضيـ.ـف يملك نفـ.ـسًــ.ـا طـ.ـويلًا، ويُديـ.ـر هذه المعـ.ـركة بطَـ.ـريقةٍ مُخـ.ـتلفة، ولن يقبـ.ـل بوقـ.ـفها إلا بفـ.ـر.ض شُـ.ـروط المُ.قـ.ـا.و.مـ.ـة كاملةً وتحـ.ـقيق جميع أهـ.ـدافها.. والأيّـ.ـام بيـ.ـننا.
المـ..ـصدر : رأىـي الـ..ـيوم
تعليقات
إرسال تعليق