المثل الشعبي هو قول موجز، محكم البناء ، قيل فـي مـوقف مـن مواقف الحياة ،يلخص موقفاً ما وإظهـاراً للعبرة فيه وتتناقله الألسنـة ، فيذيـع و ينتشـر ، ويصبـح مثلاً يردده الناس في كل موقف، شبيه بالموقـف الـذي ورد فيـه .
والمثل أقوى دلالة من الشعر في تصوير أخلاق الأمم وتفكيرها، وعقليتها وتقاليدها، وعاداتها، وتصوير المجتمع وحياته وشعوره، أتم تصوير في مرآة الحياة الاجتماعية.
ومثل: “من كعب الدست”، مثل عامي مشهور في الشام، وقد شاع وانتشر على ألسنة العامة، ليُضرب في المواقف التي تعجز فيها الحيلة عن إخفاء بعض الأمور التي من الممكن أن يكون في معرفتها إساءة أو ضرر.
أما عن قصة مثل: “من كعب الدست”،فهناك روايتين لهذا المثل.
الاولى: فانه من المعلوم أن الدست “القدر”وهو وعاء كبير لطهي الطعام، بأنه عندما يكون موضوعًا على النار، فإن الحرارة أشد ما تكون في الطبقة السفلى من الدست أي في قاعه.
وقديما كانوا يصنعون القاورما : وهي من أشهى المأكولات الشعبية وهي اختراع شعبي لحفظ اللحم مدة طويلة ولا سيما في فصل الشتاء وذلك قبل اختراع البرادات الكهربائية.
وكانوا يصنعون القاورما وهي قطع من الهبر مطبوخة بالدهن في “دست”كبير ثم يعبئونها بعد طبخها في (نعائر) أي آنية كبيرة من الفخار فتبقى صالحة للأكل طوال فصل الشتاء .
ولمّا كان الهبر وهو أطيب وأثمن من الدهن يرسب في كعب الدست عند طبخه لذلك كان القروي إذا تكلم عن جودة ما عنده من القاورما يقول أنها :” من كعب الدست ” أي أن كمية الهبر فيها أكثر من كمية الدهن.
ثم صرنا نستعير ” كعب الدست ” في كلامنا عن المأثورات الشعبية كقولنا: ” حكاية من كعب الدست ” أو ” خبرية من "كعب الدست ” أو ” تصريح من كعب الدست ”او قتلة من كعب الدست وما أشبه ذلك …أي أنها كبيرة او عظيمه .
اما في الرواية الثانية عن مقولة “من كعب الدست” :
فكان يُروى أن أحد الباعة قد اتخذ مركزًا له في احد الاسواق، وكان يبيع الكروش، يطبخها في “دست”، وحدث ذات يوم أن تنازع اثنان من المارة قرب موقع البائع.
واحتدم النزاع بينهما، وصل إلى أن نزع أحدهما حذاءه يريد أن يضرب به الآخر، غير أن الحذاء أخطأ ووقع في “دست”الكروش، ولم يتمكن البائع من سحب الحذاء؛ مخافة أن يراه أحد المارة فتتأثر تجارته , فأخذ يكبس الحذاء في قعر “دست” حتى لا يطفو. في الأثناء صادف أن مر أحد الزبائن أثناء قيام البائع بكبس الحذاء إلى قعر “دست”، فوقف أراد أن يشتري بعض الكروش من البائع، وظن أنه لا بد أن يكون أجود كرش في كعب الدست، فأشار إلى البائع أن يعطيه الذي في الكعب.
فحاول البائع التملص منه، ويرفع أحد الكروش، ويقول له: خذ هذه، هذه أفضل، هذه أكبر، هذه أشهى، هذه ناضجة، والزبون يرفض أن يأخذ إلا الذي في القعر، وعندما أعيت البائع الحيلة، رفع الحذاء، وقال: هذا “من كعب الدست” خذه، وحلّ عني.
واخيراااا خبر مُبشر للشعب السوري سيفرحكم جداً .. اضغط هنا
تعليقات
إرسال تعليق